معرض – استطراد

معرض – استطراد

Exhibition

مدرار للفن المعاصر

19 ديسمبر 2016 - 19 يناير 2017

لـ يانِك جاكيه، فريد ﭘونيل
ضياء حامد

يقترح معرض استطراد التماثل النظري في أعمال كل من الفنانين يانِك جاكيه، فريد ﭘونيل وضياء حامد. حيث يتشعب الحوار بين أشكال الإبداع الرقمي من جهة، والإبداع في هيئته الواقعية الملموسة من جهة أخرى. ينعطف مسار إنتاج تلك الأعمال عند عدة محطات ووسائط مثل الطباعة والنحت والصور الرقمية. وبشغفهم للضوء والظلال، يحاول الفنانين تدعيم إستشعار المشاهد للحركة بالمادة المصورة، في مقابل إدراك السكون بالمادة المشكلة. كما يقاطعون بحسن النية السياق المستطرد للمحتوى النظري في الأعمال بأسلوب الإبهار الغامر للمحتوى البصري. يشير كل من جاكيه وﭘونيل إلى البث كمفهوم، من خلال تقنية الحفر والتكنولوجيا الكلاسيكية والتطبيقات الرقمية. في حين يتأرجح حامد بشكل إجرائي خلال المهارة الحرفية والاصطناع الآلي. يقحم نفسه في جدل مطول حول الأدوات واللغات والتقنيات الخاصة بالإبداع، في محاولة يائسة لإدراك كيفية خلق “الأشياء”.

تأتي الأعمال: ميكانيكا مستطردة، تضاريس ولزوجة بعناصر الإضاءة والحركة كوسيلة لإحياء السكون بالمجسمات المعروضة. يتلاشى الزمن، فيتردد الصدى عبر القطع المعروضة. حينما تتسامى المواد الخام إلى آليات مرئية وقابلة للتمييز، يتمكن يانِك وفريد وضياء من المناظرة عبر قاعات العرض بمدرار.

ميكانيكا مستطردة
يانِك جاكيه، فريد ﭘونيل

Mécaniques Discursives

يقدم لنا كُلاً من فْريد ﭘونيل ويانِك ﭽاكيه وقفة واستراحة وفرصة لإلتقاط الأنفاس من عجلة مرور الوقت التى تزداد سرعتها يوماً عن يوم. تمتد آلية غريبة عبر الجدار تسكنها العديد من كائنات الكايميرا الغامضة التى تبدو مألوفة على الرغم من ذلك. هل هذه تجربة معملية أم خُطة لشَبَكَة مستقبلية؟ بُنيَّتْ هذه الآلية بدقة شديدة على شكل ساعة متقنة حيث تَتَتَّبَّعْ الإتصالات والطُرُق الزائفة بحق وبرامج الرحلات المتكررة وتَحُثُ على الهرب وتدعو إلى الحلم. يبدو السرد متفككاً كسيناريو فيلم يحتوى على الآلاف من القصص وكل الجهود المبذولة تهدف إلى التضليل والإلتفات والمُضىّ قُدُماً… يبدو الوقت ممزقاً ومتحللاً ومفقوداً، وعلى الرغم من ذلك يشير كل شئ إليه. ميكانيكا مستطردة هى مثل قوسان يقعا بين عصران مختلفان: عصر جوتينبِرج وعصر البيانات الكبيرة. يُطَّوِّعْ هذا التجهيز فى الفراغ القرون الزمنية ويجمعها سوياً ويُقَّلِّصُ الوقت ويُكثفهُ عن طريق المقارنة بين أقدم أشكال اعادة انتاج الصور (الحفر على الخشب) وأحدث التقنيات الرقمية المستخدمة.


تضاريس ولزوجة
ضياء حامد

في قراءة لتطور وسائل التواصل البصري للوضع الحاضر، نلاحظ حالة عامة من التوجه نحو المحتوى ثلاثي الأبعاد، سواء من خلال تعديل مسطحات العرض أو النشر المكثف لأدوات الواقع الإفتراضي. يأتي هذا كوسيلة لتحسين سبل تفاعل المستخدم مع المحيط المعلوماتي وابهاره بعلاقة جديدة مع الأدوات وسهولة التحكم بها. تساهم هذه الموجة من التطور في تعميم و إتاحة آليات الإبداع ثلاثي الأبعاد. ربما يحتاج هذا التوجه إلى غزارة من المنتجات البصرية المستخدمة لتلك التقنيات. فيتم تحفيز الفنانين والمصممين كما غير المتخصصين للإنتاج هذا النوع من الوسائط، عن طريق تبسيط الأدوات والبرمجيات اللازمة. في هذا النحو، يطرح تساؤل حول مدى تسطيح العلاقة بين المبدع بهذا المجال وأساسيات إدراك طريقة خلق البرمجيات لتلك الخامات والمنظومات التي تحاكي الواقع لدرجة مبهرة.

يحاول ضياء حامد تدقيق النظر إلى كيفية وجود الخامات الطبيعية بالمحيط الإدراكي، العناصر والقوى التي تشكل الملامس التي نعرفها. كيف تتهيئ العشوائية في أنماط ومنظومات للسطوح. كما يسعى للعثور على تشابه بين آليات تكون المواد في الواقع وآليات إعادة خلق أشباه نفس المواد من خلال معادلات حسابية وخوارزميات لمحاكاة أشكال الطبيعة.
يمكننا إدراك الجماليات الكامنة في الهيئات العشوائية حينما ترتقي لحالة المنظومة ذات النمط المتجانس. عندها يستطيع الإنسان رؤية ماهية الشئ، سواء مسطح حجري، مائي أو أي من أنسجة الكائنات الحية. يمكن للعشوائية أن ترتقي للنمط المتجانس فقط عندما تتأثر بعوامل محيطة، مثل الجاذبية والضغط والحرارة بما يساهم في تشكل نسق الجزيئات. كما تستطيع الخوارزميات الحسابية إنتاج أنماط مماثلة فقط من خلال التعديل في المقدار الرقمي بالشكل المناسب للنمط المرجو محاكاته. بالنظر إلى الهيئات الصلبة والهيئات السائلة كأمثلة متضادة لطبيعة المواد، نجد أنه ثمة قانون أو عنصر موحد للتشكل، ألا وهو: التقلب الغير منتظم للبيانات (والبيانات في هذا السياق ما هي إلا موقع ودرجة سطوع “البكسل” على شاشة عرض مثلاً أو موقع و درجة وضوح الجزيئات في عالمنا الملموس)

من خلال الأعمال الفنية المجسمة “تضاريس ولزوجة” يمارس ضياء حامد الأسلوب التجريدي بشكل مباشر. كما تمر مراحل إنتاج تلك الأعمال في تعددية للوسائط والأدوات، مثل التصنيع المبرمج الآلي في مواجهة الحرفة اليدوية والعكس. هذا التحول المتكرر والتذبذب في طرق التشكيل يأتي كظاهرة لتأثره بحالة التغير المتفاوت، التي هي أساس تكوين المنظومات العشوائية. يعتمد محتوى المواد المعروضة بالأعمال على دمج صور متحركة لمجموعة من الملامس الطبيعية مع أشباهها المخلقة من العمليات الحسابية. وتحدث حالة المزج من خلال الضوء كمكون أساسي لصبغ المجسمات النحتية.

يعتمد العمل “تضاريس” على تقنية العرض الضوئي المتراكب فوق أسطح طبوغرافية. ويعتني بدور كل من: جيورجي فوروني، كين مسجراف وكيم بيرلن في إكتشاف الخوارزميات الحسابية الأولية لخلق منظومات العشوائية المصطنعة، مما كان له الأثر الكبير في تطور البرمجيات الإبداعية المحاكية للأشكال والملامس الصلبة. كما يقارن العمل لزوجة تسجيلات مجهرية لتفاعلات الصابون في مقابل مؤثرات بصرية مشابهة، تعتمد على خوارزميات آلان تورينج وستيفن وورلي المحاكية للأشكال السائلة. ويأتي مسمى العمل لزوجة كقياس لدرجة الكثافة أو الميوعة للمواد السائلة.

الافتتاح: الأثنين ۱۹ ديسمبر ۲۰۱٦، ٧ مساءً
يستمر المعرض حتى ۱۹ يناير ۲۰۱٧
يومياً من الساعة الثالثة حتى التاسعة مساءً، عدا الجمعة
العنوان: ٧ جمال الدين أبو المحاسن، جاردنة سيتي، الدور الأول، شقة ٤

تصميم المطبوعات: طارق راضي
ترجمة: سارة علام

مساعد تقني: ميدو صادق


المعرض بتنظيم مدرار للفن المعاصر وبدعم من بروهيلفتسيا – المؤسسة الثقافية السويسرية